[] الاستشارة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعاني من مشكله عائليه وأتمنى أن تُحل في اي وقت.. أعاني من إنني أشعر بفقد حنان الام والاب وقلة الإهتمام منهم فلو كنت تعرف شعوري أعتقد انك سترمي نفسك من الطابق العاشر ولكنني الحمدلله صابره واحاول ان أسعد نفسي بأي طريقه وانسى هذا الشيء لانني دائماً عندما افكر به اقع بالاخطاء والمنكر
أنا سأقول كل ما بداخلي وكل ما اعانيه من مشاكل.. بصراحه انا احادث الكثير من الشباب لكي أعوض مافقدته من امي وابي ولكن دائماً اشعر بالذنب بسبب محادثتي للكثير من الشباب فأعود الى ربي وأتوب اليه واصلي واحافظ على قرأتي للقرأن الكريم والهي نفسي بالدراسه وأحياناً باللهو واللعب..
ومن ثم أعود مرة اخرى لاحادث الشباب وبصراحه عندما احادثهم نتكلم في امور حتى لا تكون على فراش الزوجيه!! انا آسفه على هذا الكلام الذي أقوله ولكن اريد حلاً لمشكلتي..
أما الآن مسحت الكثير من الذين كنت احادثهم ولكن تبقى شخص واحد وهذا الشخص تركته لاني احس كلامه جمييل ويقول لي كثير من الكلمات التي تعوضني وكثيراً قبل النوم أتخيل اني مع هذا الشخص..
أنا أحب الله كثيراً وإحب ان السمع للشيوخ وكثيراً ما أفتح على الإنترنت لأسمع لقصص التي يسردها الشيوخ لاني أستمتع ولكن مشكلتي اني اريد حنان اريد شخص يعطيني حنان يعوضني كلما حاولت محادثة امي تطلب مني ان أبتعد عنها كلما نمت في حضن امي تصرخ بوجهي وتبعدني عنها دائماً عندما اتعرض لهذه الاشياء اكتم كل مابداخلي ثم ابكي قبل نومي..
في المدرسه احاول التركيز مع دروسي لكي اتفوق والحمدلله وعند عودتي احاول ان اذاكر قبل الليل لان عند حلول الليل اشعر بألم في راسي وكأنه سينفجر واني اريد ان ابكي، سأقول لك شيء انا في صغري كنت اميل للبنات واحاول الإقتراب منهم ثم اقول لهم اني اريد حناناً ولكن كنا نصل لمرحلة الشذوذ فعندما كبرت علمت ان هذا الشيء خطأ وتركته والحمدلله.
واعاني من مشكله ايضاً وهي العادة السرية فأنا احاول ان أترك هذه العادة ولكن بدون فائدة تقريبا أفعلها كل اسبوعين مرة وحده والحمدلله لاني قبل كنت افعلها يومياً واكثر من مرة في اليوم أشعر احياناً انا لدي ارادة قوية جدا واني سأحل مشكلتي ولكن بعدها اشعر بالنقص وفقد الحنان والضعف وان لاحل لمشكلتي دائماً ادعو ربي عندما اصلي ان يعوضني في الجنه يارب.. أرجوك ساعدني
* رد المستشار: أ. أمل عبد الله الحرقان
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حياك الله إبنتي ريم، أرحب بك وأسعدني طلبك للمشورة، فالعاقل عندما يقع في مشكلة يستشير وأنت عاقلة وذكية أيضا، فقد وصفت مشكلتك بشكل دقيق ومركز، وبإذن الله تستطيعين بسهولة تجاوز المشكلة.
إبنتي الغالية: في البداية سأسأل ثلاثة أسئلة وأود منك بما وهبك الله من عقل وذكاء أن تفكري في إجاباتها وأن تكوني صادقة مع نفسك.
= هل من فقد حنان وإهتمام والديه، يلجأ إلى أي شخص ليعوضه هذا الحنان؟
= هل محادثة الشباب حلت مشكلتك أم جعلتك تقعين في مشاكل أخرى؟
= وأخيرا حبيبتي، هل كل من فقد حنان وإهتمام والديه يقع في مثل تلك الأخطاء؟
إذا ماذا يفعل من فقد أبويه؟
يقول الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:31].
ابنتي الغالية أنت تحبين الله ومن كان صادقا في حب الله فإنه يفعل مايحب الله ويترك مالا يحب، وإلا لم يكن صادقا في حبه! الله يطلع عليك في جميع تصرفاتك، كما يطلع عليك الملائكة المكلفون بكتابة حسانتك وسيئاتك، إستحضري في كل فعل وقول خاطئ نظر الله إليك ومراقبة الملائكة، عندها تستحين من الله عز وجل وتتركين هذا الفعل.
= هل تحبين الله حبا صادقا؟
من هذه اللحظة كوني محبة لله حبا حقيقيا ليس بالكلام فقط بل بالفعل.
حب الله سيغنيك عن حب وإهتمام كل مخلوق، حب الله سيجعلك سعيدة ومنشرحة الصدر ويجعل حياتك أجمل وأروع حياة.
= كيف تحبين الله حبا حقيقيا؟
إنه أمر يسير، عندما تصلين إستحضري أنك تكلمين الله وأن الله يسمعك ويبصرك، فالصلاة صلة بينك وبين الله، إجعلي قلبك المحتاج للحب وعقلك المحتاج للإهتمام حاضرين معك في الصلاة، عندها ستعيشين حياة أخرى بحب الله، إفهمي كل آية وكل دعاء في صلاتك وإستشعري أن الله يسمع دعائك.
عندما تقرأين القرآن كذلك إجعلي قلبك وعقلك حاضرا.
= ماذا ستكون النتيجة؟!
ستحل مشكلتك بإذن الله تعالى.
يقول الله تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت:45]
عزيزتي ضميرك الذي يؤنبك دليل على أنك فتاة تحملين الخير الكثير في داخلك، من هذه اللحظة ستدركين أنه لا علاقة إطلاقا بين مشكلتك مع والديك والحلول التي إستخدمتها لحلها.
هؤلاء الشباب كالذئاب لا يريدون إلا إفتراسك ثم تركك تتألمين وتتعذبين بعد ذلك، هؤلاء لو طلبت منهم الزواج بك سيرفضون لأنهم يحتقرون كل فتاة تخون ربها وأهلها.
وأيضا التصرفات الأخرى التي تعلمين أنها غير جيدة ستجعلك بإستمرار غير سعيدة وستزيد من مشكلتك، فالعادة السرية تسبب لك أضرار نفسية وجسدية وتفسد حياتك الزوجية مستقبلا.
أما والديك حبيبتي فهما يحبانك جدا فأنت آخر العنقود، ولك مكانة خاصة عندهما وهما يهتمان بك بطريقتهما الخاصة وليس كما تريدين أنت، ولذا فكري دائما كيف تهتمين بهما وتحبينهما وليس العكس.
بنتي أتمنى أن تكوني فهمت حديثي إليك، وسأعطيك وصفة السعادة التي ستجعلك سعيدة في كل حال بإذن الله، هذه الوصفة كل من سار عليها أصبح يشعر أنه أسعد إنسان على وجه الأرض.
1) صلاتك إجعليها في المرتبة الأولى في حياتك وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «وجعلت قرة عيني في الصلاة»، احرصي أشد الحرص على فهم معنى أذكارها والآيات التي تقرأينها، وفي سجودك بثي شكواك إلى الله وإسأليه أن يصلحك ويهديك ويوثق علاقتك بوالديك ويجعلك بارة بهما.
2) حافظي على أذكار الصباح والمساء والأذكار الأخرى مثل أذكار الصلاة والخروج والدخول والنوم.
3) القلب يسعد بالقرآن، وردك اليومي من القرآن لا تتركينه أبدا، وإجعليه وردين ورد تلاوة وورد حفظ، ولو التحقت بحلقة تحفيظ ووضعت خطة لحفظ القرآن فهو أفضل.
4) إحرصي أن ترضي والديك وأن تكوني بارة بهما، تقربي لهما بالكلام اللطيف والهدايا ومساعدتهما فيما يطلبان، ستكتشفين أنك كنت مشغولة عنهما بأفكارك الخاصة ومع الوقت ستقضين أوقات ممتعة معهما.
5) لم تذكري شيئا عن أخوتك وأخواتك لكن هم أفضل أصدقاء لك، حاولي توثيق علاقتكم بهم بالكلام اللطيف والهدايا.
6) لم تتحدثي عن صديقاتك في المدرسة أو العائلة، لكن من الرائع أن تكون لك صديقة طيبة خلوقة حريصة على دينها تقضين معها أوقات ممتعة، وهذه الصديقة عليك اختيارها بدقة.
7) إستمتعي بقراءة كتب مفيدة أو ممارسة هوايات تحبينها أو المشاركة في المسابقات التي تنظمها المدرسة.
8)أخيرا حبيبتي كوني صادقة مع الله وصادقة مع نفسك وإستعيني بالله وتوبي، توقفي فورا عن محادثة الذئب الأخير، فهو أكثر الذئاب خطورة عليك لأنه عرف يقنعك أنه يحبك وهو كاذب ماكر، وتوقفي عن التصرفات الخاطئة التي ذكرتها، وأنت بالفعل ذات إرادة قوية وستنجحين بإذن الله، وتذكري أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
ختاما: تذكري أننا في الموقع نحبك ونهتم بك فحققي أملنا فيك وكوني مصلحة لنفسك ومصلحة لمن حولك، ولعلنا نسمع يوما ما أنك فزت في إحدى مسابقات القرآن أو السنة أو أي مسابقات أخرى مفيدة تنفعك وتنفع أمة الإسلام.
المصدر: موقع المستشار.